تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!

ابدأ الآن

محمد الواعظ

حكاية محمد .. mohammed_alwaadh@

محمد الواعظ (قبل أن أصبح كاتباً).  ● الجزء الأول● اسمي الشخصي الرباعي:  محمد مصطفى أحمد نور الواعظ.  الجنسية: بحريني.   متى أصبحتَ كاتباً؟ وكيف تحولتَ إلى صاحب قلم مثابر أنتج عدة إصدارات أدبية متميزة؟ بل ما الذي دفعك لخوض مجال الكتابة؟ أو ما هي الشرارة التي مثلتْ نقطة انطلاق لمسيرتك الأدبية؟  لطالما اعتدّتُ على تلقي مثل هذه الأسئلة البديهية في لقاءات أو مناسبات معينة، لذا يتطلب مني الأمر الإجابة بإسهاب، فأقول..  كحال أي كاتب مجتهد، في المقام الأول كنتُ ومازلتُ قارئاً نهماً منذ مرحلتي الدراسية الابتدائية، ولوالدتي - حفظها الله وأطال في عمرها - فضلٌ كبير في تكوين علاقتي الوطيدة المستمرة مع القصص والكتب الملائمة لكل مرحلة من مراحلي العمرية المتدرجة، فلا زلتُ أذكر تلك الليالي الأنيسات في عهد الطفولة حين كنا نُمسيها أنا وشقيقتي - إبان فترة غياب أبي حفظه الله ورعاه لظروف السفر- في كنف أجواء القصص والحكايات المُسلية التي اعتادت أمي أن ترويها لنا قبل النوم في زمنٍ لم نألف وسائل الترفيه الحديثة التي لم تكن شائعة آنذاك. من خلال تلك الحكايات عشقتُ ذلك العالم الخيالي الساحر، كما أُغرمت بالبرامج الكرتونية المحدودة المختصة بجيل الطيبين وفقا للتسمية الشائعة.  بل ساقني الفضول والشغف لاكتشاف المزيد عن هذا العالم الآسر والملهم، عبر تعلم القراءة المتمكنة بإلحاح قبل أن أتخطى أعتاب الثامنة من عمري ولا أبالغ صراحة. إذ لا أصبو لغايةٍ سوى الحرص على زيارة مكتبة المدرسة أثناء الفسحة باعتياد شبه يومي، أروي فيها ظمأي ونهمي لمطالعة كتب وقصص الأطفال المتوفرة سبق أن طالعتها عشرات المرات من قبل، وبالطبع لا أغادر المكتبة بعد انتهاء الفسحة إلا وقد ظفرتُ باستعارة قصة أو كتاب مناسب لعمري الصغير. ومنذئذٍ باتت القراءة إلى جانب المطالعة هوايتي الأثيرة. ونتيجة لتعلقي بلجامها، فقد وهبَتْ ذهني مخيلة خصبة اكتشفت فيها لاحقاً ثمة عالمًا آخر  يستوطنها، عالم أعجز عن وصفه، قد يتسم بالغرابة، أو لا يُعدُّ سوى مجرد كيان استثنائي لا يضاهيه مثل. غير أن كل هبة أو مزية لم تخلو غالبًا من آثار سلبية، فقد ابتُليت بشرود الذهن والسرحان لقاء انغماسي في خيالي الواسع، فلم أسلم من تكرار شكاوي المعلمين، ناهيكم عن قلق والدَيَّ بهذا الشأن. كما ظللتُ أميل للعزلة، منطويا على ذاتي، وحتى يومنا الحاضر ما فتئتُ متشبثا بحالتي تلك، وإن تغير الحال بشكل ملحوظ، إذ بتُّ أحصر أجوائي الاجتماعية في نطاق محدود.  لكن مع ما تمتعتُ به من سعة في الخيال -التي أكسبت ذهني أيضا بعد النظر من غير زعم ولا تحذلق- لم أقدر على كتمان بعض أسراره الاستثنائية. فقد نمتْ فيني وتنامت بي رغبةٌ جامحة للتنفيس ثم التعبير عما في جعبتي من أفكار غير مألوفة، ومشاعر مرهفة، وخواطر أدبية.  فمهدتْ لي الدرب الطويل الشاق والعسير أحيانا لدخول مجال الكتابة التي استهللتها من حصص التعبير المدرسية ثم كتابة النصوص والقصص القصيرة المحدودة. أما بدايتي الفعلية والجادة لمزاولة الكتابة بتمرس واحتراف، انطلقت اعتبارًا من مرحلتي الجامعية حين خضتُ تجربتي الأولى في التأليف، فمثلت روايتي (فتاة المنام) مولودي الأول الذي كابد محنة مريرة، وعناء غير هين استمر لسنوات، علاوة على تعرضه لجلدات موجعة من سياط الانتقادات القاسية والمجحفة بحق، وهو لم يكد يبصر النور إلا فترة قصيرة من الزمن، أو لم يبلغ مرحلة النضج بعد، فعانيتُ الإخفاق في محاولتي الأولى.   ليفضي بي الأمر إلى اليأس وإلى اتخاذ قرار محبط ومبكر بشأن مستقبلي في مجال الكتابة، والحديث عن هذه الجزئية شأن آخر ليس بوسعي إكماله سوى  في جزء لاحق بإذن الله.