تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!

ابدأ الآن

جراح ملا يوسف

حكاية جراح ... jm_y77@

أجلس في ساحة المدرسة و أتناول الفطور في وقت الاستراحة وبجانبي صديقي الوحيد وهو الظل! نعم كنت أعشق الوحدة وعيناي تراقبباقي الطلبة ، هناك من يلعب كرة القدم وهناك من يفتعل المشاجرات وقد أصابني نصيب من الضرب بسبب عدم رغبتي في أن أقوم بالغش،نعم كنت متفوق ولكن وقتها لفت انتباهي اعلان اذاعة المدرسة عن مسابقة لكتابة القصة القصيرة على مستوى مدارس الكويت وتتكون منثلاث ورقات فقط. هل أجرب وأشترك؟ أم أني سأفشل كما فشلت في نشاط الموسيقى؟ هذا ما قلته في نفسي فنهضت من مكاني بعد انتهائي من تناول وجبتي الخفيفة وتوجهت إلى إذاعة المدرسة وطلبت شروط المسابقة وآخرموعد لتسليمها، أخذت كل البيانات ووضعتها في جيب البنطال المدرسي وعدت للصف لاستكمال باقي اليوم الدراسي. عند عودتي للمنزل وانتهائي من عمل الواجب الذي لا ينتهي انتبهت والدتي حفظها الله لورقة المسابقة وسألتني إذا كنت سأشترك فيهافأجبتها بعدم تأكدي من الأمر، رجعت بسرعة إلى كتبي المفضلة وكانت سلسلة رجل المستحيل وما وراء الطبيعة وكنت أستمتع بهم جداً وهناظهرت لي فكرة ولا تزال معي إلى الآن وقلت" كيف يأتون بهذه القصص ولماذا لا أصبح مثلهم؟". هنا كانت الشرارة لقلمي وبدأت بكتابة قصة قصيرة وكانت باللغة الإنجليزية، ورقة تمزق هنا وكلمة تكتب بحروف خاطئة ولمدة أسبوع حتىانتهيت منها وذهبت بها لوالدتي لكي تقرأها وتبدي رأيها. إنها رائعة ولكن لماذا كتبتها باللغة الإنجليزية وليست بالعربية؟ لا أدري أنا أحب اللغة الإنجليزية يا أمي! إذاً عليك تسليمها غداً للمدرسة لأن موعد الاشتراك قارب على النهاية. هل هي جميلة؟ إنها بسيطة ولكن يكفي أنك حاولت. في اليوم التالي قمت بتسليم القصة لإدارة المدرسة وهم غاضبين بسبب اللغة المكتوبة ولكن ناظر المدرسة رفض استهجانهم وقال لهم بأنليس هناك شرط يمنع أن تكون القصة غير اللغة العربية، لذا تم ارسال القصة لوزارة التربية وقتها. مرت الأيام والأسابيع حتى نسيت أمر القصة تماماً بسبب الامتحانات المتواصلة حتى تفاجأت في صباح أحد الأيام وكان يوم الخميس فيالطابور الصباحي. الطالب جراح ملا يوسف ليتقدم إلى هنا! صوت مايكروفون الإذاعة جعل شعر جسدي يقف ولا أدري لماذا؟ لست معتاداً أن أكون محط الأنظار في الصف فما بالكم في المدرسة! تقدمت من خلف الطوابير حتى رآني ناظر المدرسة وأمسك يدي وشد عليها بقوة وقال عن طريق المايكروفون "أبنائي الطلبة أبشركم بأن هذاالطالب قد رفع اسم المدرسة عالياً، فقد فاز في المركز الثالث بمسابقة القصة القصيرة أرجو منكم التصفيق له على مجهوده فكما وصلني بأنالمنافسة كانت شرسة بين المراكز الثلاثة". كاد أن يغمى علي من هول الصدمة لقد فعلتها وفزت أنا ناجح في شيء وهو الكتابة. بعدها ذهبت إلى الوزارة وكان هناك حفل توزيع للجوا ئز ولا أذكر المبلغ وكأنه كان ٥٠٠ دينار ومن هنا بدأت في الكتابة ولكن لم أظهركتاباتي إلا في عام ٢٠١٨ . اخترت أن أكتب شيئاً غريباً وبسيطاً وبنفس الوقت أريد أن يستمتع الصغار والمراهقين بها. بدأت أكتب وأكتب ولكن لا فائدة، وكنت أحتاج للمساعدة وأتت لي بسرعة كبيرة. المساعدة أتت عن طريق صديقي الذي لا يشاهده أحد إلا أنا فبدأنا بكتابة الكلمات والأحداث التي حصلت له حتى انتهيت منها. كنت أعمل بسرية تامة حتى والدتي لا تعلم بأمر ما أكتبه وعند انتهائي منها قمت بطباعتها وقدمتها لوالدتي، أعلم ما يدور بخلدكم بأن أميستقوم بإرضاء خاطري والقول بأنها مناسبة وجيدة ولكن لا! لم يكن هذا ما أريده! كنت أريد أن أرى تعابير وجهها على الرغم من أنها قارئةلكتب التاريخ والسير الذاتية وليس لها بالروايات الخيالية نصيب بل تكرهها! لن أطيل بالحديث بعد يومان قامت والدتي بندائي وذهبت معها وسألتني سؤال واحد فقط وهذا السؤال جعلني أطير فرحاً. ماذا سيحدث بعد ذلك في القصة؟ هذا ما كنت أحتاجه لفت الانتباه والانتظار لجزء جديد فأخبرتها بأن لدي نية لنشر هذه الكلمات البسيطة فوافقت وشجعتني حتى بدأت أجولبين دور النشر منهم من لا يرد ومنهم لا أعرف كيف أصل إليه حتى وصلت لمجموعة السلام الاعلامية حيث أنهم يقومون بدعم الكتاب الشبابوقتها وقرؤوا الكتاب وأعجبوا به بل ناقشوني في بعض الأمور حتى يتأكدوا بأني الكاتب ولست بسارق الشيء. بعد طباعة الكتاب فرحت جدا وذهبت لأمي لأريها المجهود المجهود الذي تعبت من أجله ففرحت بي كثيراً ولكن الفرحة لن تتم حتى ينكشف لكأعداء النجاح والتميز. حضر لي أحد المعارف وسألني سؤالاً لو لم أمسك أعصابي لانفجرت بوجهه! من كتب لك هذه القصة؟ لم أسمع بيوم من الأيام أنك تكتب؟ لكن إذا أردت مساعدة هناك من سأجعله يكتب لك مقابل المال وتضعاسمك عليها! نعم تم اتهامي بأني لست الكاتب وذهبت لوالدتي وأنا منكسر كيف يقال هذا الأمر عني بل إن الأمر انتشر بين عائلتي بأني لست الكاتب!  قامت والدتي بتهدئتي وأخبرتني جملة وضعتها قانوناً لحياتي. هل تضايقت من كلامهم؟ عليك أن تسكتهم بقلمك بكتابة العديد والعديد من القصص والروايات. حضنت والدتي لإيمانها بي وبقدراتي وفي نهاية الأمر وقفت في معرض الكتاب الدولي في الكويت لأول مرة وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟ بدأت في الساعات الأولى أشاهد تعامل الكتاب مع الجمهور ، هناك المغرور وهناك من يعاكس وهناك من يقوم بالتوقيع وهو على كرسي ولايتكلم مع أحد وكأنه امبراطور ! في أثناء كل هذا ظهر لي الأستاذ عبدالوهاب السيد الرفاعي وهو يقوم بتهنئة الكتاب المبتدئين حتى وقفت وصافحته لأني من أشد المعجبين به وأهديته كتابي وبدأت أخبره عن الكتاب والقصة ولم أترك شيء! حذرني جزاه الله ألف خير من هذا الأمر وأن لا أقوم بحرق الأحداث بل يجب أن أقوم بشد انتباه القارئ ويجب أن تكون لي شخصية وأن كلقارئ له حق على الكاتب. من هنا انطلقت حتى لم يكد ينتهي المعرض وقد وصلت مبيعاتي إلى النصف ولله الحمد وقررت هنا أن أكون جراح الأخ والصديق والأبوالابن لكل قارئ وأسمع آرائهم مهما كانت قاسية ولكن لكي أتمكن من تثبيت قدمي في عالم من العمالقة يجب أن يكون هناك كاتب مختلف يجب أن أكون أنا فقط جراح الانسان.