تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!
ابدأ الآنكما الحكايات الخيالية.. ساقتني الأقدار للرحيل، لخوض تجربة لم أكن أخطط لها، لم أحلم بها، ولم أسعى لنيلها. أنا فتاة لم تعتد أن تغيب عن وطنها أشهراً، أو تغيب عن والديها أياماً.. لكن تلك الفتاة قد كبُرت. وآن لها أن تخوض معارك الحياة.. وعلى عجالة بدأت خطوات الرحيل والغربة تُرسم،ومن أجل العلم شُدت الرحال. انطلقت وأُسرتي الصغيرة في تجربتنا الفريدة وبدأت أغوص في غياهب الغربة.. أخذ الحنين يحفر في قلبي.. والاشتياق يغزو مشاعري .. لم تكفني مكالمة، ولم تُغنني صورة.. اشتقتُ لرائحةٍ وطعمٍ وضحكة.. اشتقت لحضن أمي وطبطبة يد أبي.. فعندهما أعود تلك الطفلة.. في قساوة الغربة، ومن على مقعد المواصلات العامة.. أمسكت يوماً بأناملٍ مرتجفة هاتفي.. وأخذت أضرب على الأحرف يومياً، أبث اشتياقي وحزني وغربتي بعيداً عن مسامعي والديّ حتى لا أثقل كاهلهما.. بعد ثلاثة أشهر تفاجأت بأن ما كتبته قد يستحق النشر.. حينها لمعت الفكرة.. إن لم أستطع رؤية والدي فستصل مشاعري لهما عن طريق تلك الورقات وذلك الكتاب.. تسارعت الأيام لنصل ليوم المفاجأة .. وصل الكتاب ليديهما الجميلة.. ووصلتني رسالتهما حينها .. فقد أنهيا قراءته بسرعة.. حينها تعلمتُ بأنه يمكننا أن نصنع من ضعفنا قوة، ومن مشاعرنا هدايا.. تعلمتُ بأننا نملك أوقاتا ثمينة من الممكن أستغلالها تعلمتُ بأن لا أخجل من الإشتياق، من الضعف، من الخوف، والوحدة.. تعلمتُ أن لا أستسلم وأن لا أرضى بكبت حدود خيالي فاطلقت العنان لقلمي وبعد تجربتي مع كتاب (هما وطني) ألهمتني الغربة لإنجاز ذاتي آخر وهي رواية (النهيم) ختاماً: تعلمتُ بأن حدود طموحي هو خط أنا أستطيع مسحه وتجاوزه.