20- زهرة الفضل

عشقتُ رسم الحروف منذ الصغر.. و بدا حبي للكتابة واضحاً منذ المرحلة الإبتدائية.. كان الأمر مجرد وسيلة للتسلية و التفنن في نثر الكلمات.. لكنه سرعان ماتحول إلى طريقة للتنفيس عن الغضب و المشاعر المؤلمة..  كتابة يومياتي و مذكراتي كان يشعرني بشيء من الراحة والقدرة على الإنجاز.. إنما.. حين قررتُ أن أنشر أول كتابٍ لي.. لم يكن ذلك أبداً من باب رغبتي في إطلاق موهبتي للعلن.. أو التباهي بزخرفة الحروف.. بل لم تكن آراء القراء ضمن لائحة اهتماماتي حتى.. لقد نشرت كتابي كي أوصل رسالتي للعالم.. الرسالة التي انتظرت عشرين عاماً لأسمح لها برؤية النور.. لم أعد أكتب من باب الرغبة في الكتابة فحسب.. بل أصبحت أكتب لأضيء حياة الناس.. أكتب كي أرسم من تحدياتي جسراً يعبر عن طريقه الآخرون إلى بر الأمان.. أكتب كي أؤكد للبعض بأنه لازال على هذه الأرض مايستحق الحياة.. أطلقت مولودي الأول.. كتاب (ردت روحي).. و الذي أستطعت من خلاله أن ألامس الكثير من الأرواح و أعانق العديد من القلوب.. كلماتي النابعة من القلب استطاعت أن تداوي قلوبهم المجروحة و تجبر خواطرهم المكسورة.. و منذ ذلك اليوم تأكدتُ بأنني أريد أن أكون بلسماً يساعد الناس على التشافي والمضي قدماً..