تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!

ابدأ الآن

3- رشيد و رشاد التلاوي

حكاية التوأم رشيد و رشاد ... rashadtellawi@

# هكذا بدأت عندما تبدأ التجارب مسيرتها في الحياة  ، تتحول إلى صعوبات تٌسمعنا  أنيناً يسري بآهات ان هناك خيبة أمل،   وان الطريق غير معبد تقف هناك آمالنا وتنتهي بين الأفق والسحاب.  حيث يشع بصيص من نور نراه بعين البصيرة نمضي قدماً هكذا بدأت حياتي خطوة بخطوه  جسدي ينمو يوما بعد يوم ايامي كانت عسيرة المخاض، غير أن شموعي أضاءت لي الطريق . فكل إنسان هو شمعة يضيء بها ذاته وينير الطريق لغيره ، فهذا النور الذي ولد من كياني جعلته مداداً لحبري حيث أنه خط هذه المآسي صيحات سطرت على صفحات كتبي فجعل شعاعه نورا وأمل هز كياني . متى ما عرفت النور في داخلك أيها الإنسان عرفت نفسك وظهرت قيمتك ، فلن يضيء لك أحد الطريق بل أنت الشعلة التي تنتظر أن تضيئها بنفسك . هكذا خاطبني رجل تبدو عليه علامات الوقار وتزهو على وجهه انوار الكمال فكلما خرجت من بين شفتاه تلك الكلمات ، أشعلت في كياني ووجداني نورا من الحكمة جعلتني أتناسى كل آهاتي ولوعاتي . لم أنسى كلماته حينما قال لي : " يا بني كما ترى لقد نحل جسدي ودق عظمي ورق جلدي ، فأنا حاضرك سوف القي على مسامعك مقالي فانصت إلي جيدا .  ومن ثم اقترب مني وهمس في أذني قائلا : " أمسك عليك قلمك فسيكون لك بإذن الله شأن عظيم "  أسعدني بكلماته تلك فلم أستطع أن أتلفظ ببنت شفة ، سرعان ما تركني ورحل بعيدا تاركا لي مستقبلا أكتشف به أسراري ، أغوص في كينونة نفسي .  علمت من هذه الليلة أن يد الله تعمل في الخفاء ، غرست كنبتة مزروعة  في قلبي أينما ارتحلت. تمر الأيام سريعا ، أخاطب نفسي : " متى ستصل يا رشاد إلى نهاية الطريق ، هناك حيث النور اللامتناهي ؟؟!!  وإذا بالأيام تمر مثل سحابة تلعب بها  الرياح يمنة ويسره ، أصل إلى بلاد الظلمة حيث لا يرى فيها نورا في بقعة موجودة في أسفل المعمورة فتبدأ معاناتي مرة أخرى ومن مخاض هذا الألم بدأت تتولد من داخلي أنوار إستقرت فوق انامٍلي المرتجفة وصوت هذا الشيخ  يتردد على مسمعيٍ. وفي ليلة عاصفة يملؤها أصوات الامل والتفاؤل نبتت بذرة ذلك الوقور ونثرت شذاها على أوراقي حيث خطت يداي ذكريات من الماضي والحاضر فجعلتها إبتسامة تصل لمن سيقرأ كتاباتي . إلا أن الله لم يشأ أن  تخرج تلك الحروف  بل بقيت مكنوزة في صندوقي القديم  ولم تفتح إلا حينما نصحني وشجعني  صديق من سلطنة عمان على إخراج تلك الكنوز حيث نشرت لكم وللأجيال. فسلام على أولئك  الذين كانوا سندا لأرواحنا المتعبة سلام عليهم أينما حلوا وأينما كانوا . وما ان حفزني بكلماته حتى شعرت بطاقة تسري في عروقي فركضت مسرعا لأتصل بتوأمي قائلا  : " هيا قم  لنبدأ حياة جديدة يملؤها النجاح فلنمسك أقلامنا لنسطر كل تجاربنا ولتتناثر حروفنا على رفوف مكتبات العالم العربي والأجنبي . تفاجأ أخي من حماسي الذي لم يعهده من صوتي المتعب من قبل . رشيد : ومن انا لأكتب !!! خاطبته قائلا ، لا ألومك يا أخي فمعك كل الحق . ولكن اعلم أن الله قد منحنا موهبة جديدة ننطلق بها الى عالم الكُتاب   فلا تقلل من نفسك وبداخلك كنز مدفون حان وقت إخراجه إلى العالم أجمع.  _بدأ رشيد يبرر بكلماته " إنني أدرس الآن ولا أملك الوقت الكافي لأقضيه في الكتابة ودراستي في كلية طب الأسنان تأخذ مني جل وقتي  _ رشاد : جرب ولن تخسر شيئا  _ رشيد : حسنا سأفعل  ، ومن ثم بدأنا بالكتابة  سويا ، وكنا نتناقش عبر التواصل الاجتماعي من الليل إلى طلوع الفجر متناسين مرور الوقت بعد أن وجدنا ضالتنا التي حرمنا منها كل تلك السنوات . بدأنا نخطط كيف نشارك كتابنا الاول  وفي بداية سنة  ٢٠٢٠ إتصلت به. قائلا : عليك بحجز مقعد طائرة الى سلطنة عمان فهناك سيقام معرض الكتاب واريد أن أوقع كتابي أنين الروح  فيه واريدك أن تكون بجانبي فقد وقعت على الكتاب إهداء  إليك فأنت توأم الجسد والروح. _ كعادته كان يضحي دائما لأجلي قال لي بل إذهب أنت يا أخي فالمال أنت أولى به  وان شاء الله في السنة القادمة سنذهب سوياً ونُشارك  في اصدار جديد  غضبت منه وقلت له: كلا يا أخي بل ستذهب معي قد حجزت لك مقعد في الطائرة ذهابا وايابا سنبقى إسبوعاً في لبنان ثم تعود إلى جامعتك في أرمينيا.  رشيد : حسنا ان شاء الله    وصل أخي  الى المطار وانتظرنا في الصالة حوالي الثلاث ساعات .  لقد وصلنا الى مسقط فرحين مستثمرين الوقت للوصول الى تحقيق الهدف  التقينا بالأستاذ جمال ذاك القمر البهي من السودان  أحد أعلام الكتابة والذي ساعدني كثيرا وألهمني بكلماته الرقراقة وكيف أنه تقدم نحو أخي ليحتضنه وكأنه يعرفه منذ القدم . كم ضحكنا في ذاك الوقت اننا متشابهان فقد أدهشه مدى التشابه بيني وبين أخي ،كانت قهقهاتنا تملا المكان ، وسرعان ما قطع تلك القهقهات كاتبنا  الواعد محمد الزعابي ليقول هيا بنا  الى مطعم ومقهى على ضفاف بحر ( مطرح ) حيث كان بإنتظارنا من جمهورية مصر العربية الكاتبة ألفت  تعارفنا جلسنا مستمتعين بالأحاديث الرائعة عن الكتابة وعن الشخصيات المهمة  التي قرروا دعوتها للقدوم الى حفل توقيع كتبنا في  معرض مسقط الدولي .  وفي صباح اليوم التالي  وبعد الفطور توجهنا الى المعرض وأثناء الطريق استمتعنا بالمناظر الطبيعية الرائعة من أشجار النخيل التي تزين الطرقات  ونحن نغني فرحين وكأننا نعيش في حلم جميل،  بدأت من تلك اللحظات  حياتنا تتغير وشغفنا أصبح أكبر للقراءة والكتابة..  عشر أيام  مرت وكأنها لحظات استمتعنا فيها كثيرا قضيناها بالجلسات الأدبية والسهرات على الشاطىء مستمتعين بانسدال خيوط الشمس على الرمال العذراء . توجهنا إلى صحار للصلاة في  مسجد قابوس أحدث الجوامع الكبيرة في منطقة الخليج العربي الذي بني على أعلى المعايير وأجملها والذي يعتبر أحد المعالم الجديدة في سلطنة عمان الجديرة بالزيارة والذي يتميز بنقوشه وقبته الكرستالية الشاهقة، ويعد الجامع الذي بني على الطراز الأوزبكي وشبيه مسجد بيبي خانوم،   وبعد الانتهاء من المعرض توجهنا لمنزل الكاتب محمد الذي أكرمنا بضيافته    قدمنا الشكر له  على هذا الكرم فقد زاد حد الوصف هو وزوجه جزاه الله عنا كل خير. كانت ايام المعرض  لا تنتسى رغم التعب والارهاق فقد أمضينا تلك الرحلة يغمرنا الفرح وروح التفاعل والاقدام ، كنا على علم أن تلك الدار تستغلنا لصالحها الا أننا لم نفكر الا بالوصول لتحقيق الحلم حتى  تصل كلماتنا إلى اكبر قدر ممكن من القراء.   اقمنا حفل توقيع كان أشبه بمهرجان فقد حضره شخصيات مرموقة في السلطنة كما أن الراعين  على المعرض كانوا خير معينين لخدمتنا  . التقينا بالمعرض بالكاتبة المرموقة جوهرة التي شجعتنا وأعطتنا بعضا من الأمل وكان جلسة مليئة بالفرح . وما ان انتهى المعرض حتى أخذنا معنا نسخاً من كتبنا وتم توزيعها على عدد من المكتبات في السلطنة ، وكان أملنا بالله سبحانه  كبيرا  ان تنال اصداراتنا اعجاب القراء .  وها هي الأيام مرت مسرعة في تلك البقعة من الأرض الطيبة كلمح البصر. لقد تحققت مساعينا في زيارة تلك الدولة الرائعة كتاب و مواطنين وأخوة وأصدقاء.  هذا ما شعرنا به هناك . سافرنا إلى لبنان ونحن نلبس اساور ذهبية من نجوم سماء مسقط البهية هناك التقينا بالشاعر رامز جوهر والشاعرة هبة البقار الذين دعماننا فكريا وساعداننا في تنقيح قواعد اللغة العربية فهما مشهود لهما بأصول القواعد ، حيث بدأنا بحماس تطبيق تلك العبارة الرائعة:" امسكوا أقلامكم"  وكانت الجلسة على رأس تلة مطلة على البحر وتحت أشجار الليمون التي اضافت برائحتها الزكية جلساتنا روعة وفكرا . *التوأم:" رشيد ورشاد التلاوي."