36- نوف الفرحان

كان يا مكان، وقبل ثلاثة عقود من الزمان.. كان هناك فتاة صغيرة.. اسمها نوف... هي أنا..كانت تحكي لها أمها حكاية المساء.. وحين تقابل عمتها كانت تحكي لها أيضاً.. فعاشت بعالم القصص والحكايا حياة مضاعفة...كانت هي الطفلة الأولى في العائلة.. وربما في الحي بأكمله، مما جعلها محبوبة من الجميع، الكل يحاول إسعادها، والكل وضع بصمة بحياتها، ساهمت بأن تنمي عقلها بصورة أسرع من الطبيعي.. فاستشعروا تميزها.. وأشعروها باستثنائيتها..كبرت وهي تعيش تحت ظل الاستثناء، تعلم أنها تملك فكراً مختلفاً.. وعقلاً أنضج وأكبر....خلال عشرينياتها.. كانت تعاني من عقول البنات المساويات لعمرها.. وذلك لاختلاف الأفكار بينها وبينهن.. كما أن موهبتها في القراءة والكتابة والتي ظهرت منذ نعومة أظفارها ساعدتها لكي تخطو الخطوة الأولى فقررت أن تكتب كتابها الأول.. (أرواح الزمن الوردي) حكاية عن ثلاثة أرواح انتقلت من الكوكب الوردي.. من الزمن الوردي.. وصولاً إلى الأرض.. حكاية جمعت بين التنمية البشرية ومتعة الحكاية استطاعت من خلالها أن توصل أفكارها وفلسفتها ونظرتها للحياة من خلال هذا الكتاب..بدأت نظرتها تتغير أكثر لهذه الحياة.. خصوصاً بعد أن تاكدت من صدق الأفكار التي وضعتها وحتى بمرور عشرة أعوام من الزمان،، إلا أن هذه الأفكار ما زالت تسود هذا المجتمع ومن هنا قررت أن تقوم بشيء مختلف.. قامت بكتابة رواية.. تأخذ منحى مختلف قليلاً...#رواية_ليلارواية تحكي عن المعاناة الإنسانية في إطار من الإيجابية وبمزيج من الشاعر السامية..وجهة نظر أخرى تجاه قدرتنا على التحمل في هذه الحياة.. فكرة النشر لم تكن يوماً تطرأ على بالها.. فنشر كتاب دائما ما كنا نراه لشخصيات كبيرة جدا وأقلام مشهورة وأصحاب مراكز علمية أو أدبية...لذلك كان هدفها بأن تصبح دكتورة.. لكن لوهلة اكتشفت أن المنصب لن يكون عائقاً لتحقيق حلم الكتابة..فبدأت الكتابة في أوائل سلمها المهني كمعلمة لتوها تنقل قدمها بأول خطواتها في سلم التعليم.. الكتابة تشبه فضفضة للفكر،، أفكار تتجسد على ورق تتراقص على الورقة البيضاء.. تدندن لنصفق لها في الختام حين نكتب "تمت"الكتابة رحلة عجيبة.. توازي رحلة القراءة...بل ربما هي أجمل عند المؤلف..فحين نقرأ لأشخاص آخرين.. نحن نقرأ أفكارهم وخيالهم.. لكن حين نكتب نسبر أغوار أرواحنا.. ونغوص بخيالنا... الكتابة حياة أخرى 🤍