تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!
ابدأ الآنعندما كنت فتاة يافعة لم أكن ألحظ أن الكلمات والمفردات تكتظ وتتزاحم في داخلي ولم أكن أفقه حينها ذلك التكدس الهائل الذي كان يزيد مراراً وتكراراً في كل مرحلة عمرية أمر بها . لا أتذكر المرة الأولى التي أمسكت فيها القلم ولكني أتذكر وبوضوح شديد تلك اللذة التي أجتاحتني وغمرت جوارحي عندما بدأت بقراءة كلماتي وسطوري على الملأ وإلى يومنا هذا لا أنسى ولا أعتقد ب أني سأنسى ردة الفعل التي رُسمت على وجوه أصدقائي عندما أنتهيت من القراءة. كان الأمر بالنسبة إلي أشبه بالتحليق ، الطيران ، شيء من هذا القبيل ولقد كان في تلك اللحظة السعيدة غير قابلاً للوصف . بعد ذلك أصبحت الكتابة بالنسبة إلي مهربي السري ، طريقي للنجاه ، ملاذي اللذي لن يتخلى عني ماحيّيت. كبرت وكبرت ذائقتي الأدبية ، سلكت طريقاً خاصاً بي ، عشقت القراءة بشكل لا يصدق وتنقلت بين الأوراق والكتب في رحلة دائمة لا نهاية لها ، ولا أنسى تلك التجارب الحياتية والمواقف الزمنية التي قامت بصنعي من جديد ، وبمشاورة من الأهل والأصدقاء فكرت في إصدار كتابي الأول ، ولا أخفي عنكم شعور الخوف الذي تملكني عندما لمعت في عيناي تلك الفكرة ، كنت أعلم في ذلك الوقت أن الكتابة مهنة عظيمة ، خارقة ، ترجمان للشعور ، ولكني لم أعلم حينها أن الحمل سيثقل على عاتقي بعد إتخاذ الخطوة الأولى في درب القام فلكل حرف وكلمة وزن وقيمة بالنسبة إلي . بدأت في الكتابة كنت أكتب كثيراً وأشطب أكثر من اللازم ، تعبت ، سهرت ، مزقت الكثير من الأوراق ، وفي كل لحضة ضعف كنت أمر بها كانت تبرق في عيني نشوة الفرح التي ستسيطر علي بعد الإنتهاء من كل هذا الجهد ، عندما أنتهيت من الكتابة لم تكن لدي رغبة في منافسة أحد ما أو التفوق على الآخرين ، بل كنت أسعى إلى التفوق على نفسي ، وكنت على يقين تام بأن العالم يتسع للجميع ، ومؤمنة إيمان لا حدود له بأن لكل مجتهد نصيب . أنهيت الكتاب وتسارعت الأحداث بعد تلك الخطوة وبشكل هائل ، وجدت نفسي ممسكة للقلم أوقع للقراء الأعزاء والسعادة تغمرني ، علمت حينها أن شعور النجاح لايقارن ب أي شعور اخر وفهمت أن الماضي والحاضر والمستقبل سلسلة من الحلقات المتشابكة قد تكون معقدة وهذا أكيد ولكن بالأجتهاد والمثابرة سننتصر على صعابها وأحزانها .