تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!
ابدأ الآنأمي هي حرفي من بدايته إلى ما وصلت إليه الآن ، بدأت حكايتي مع القلم عندما تشاجرت و أنا في المرحلة المتوسطة مع زميلة لي في المدرسة ، كنت حينها فتاة شبه انطوائية ، فلم أستطع أن أخذ حقي منها بالكلمات فالتزمت الصمت و الغصة بداخلي كالبركان ، عدت إلى البيت سألتني أمي ما الذي حدث ؟ فقلت بأنني غاضبة فأنا أحتاج إلى أي شي أزيل هذه الغصة بداخلي ، أعطتني ورقة و قلم و قالت أفرغي غضبك هنا . لم أكن أعلم بأني أمتلك القدرة على الكتابة و لكنني متأكدة بأنها كانت تعلم ، منذ ذلك الحين و أنا أكتب و أكتب فقط أكتب كل ما أشعر به و كل ما يؤلمني ، يفرحني ، يبكيني ، و كل ما أريد قوله و لم أستطع ، اخترت من المذكرة الشخصية صديقة لي و من القلم و الورق أنيسا . في المرحلة الثانوية كنت عازمة على أن أتخرج بنسبة تؤهلني لدخول جامعة ممتازة و أتخصص الادب لأبحر فيه و أكتب ما أريد كنت شغوفة لمعرفة المزيد عن جمال الكلمات لأستطيع من خلالها الكتابة كما يحلو لي و بالطبع حصلت على النسبة و القبول ، و لكن حدث مالم أخطط له و كان حلم والدتي أن تصبح محامية و بسبب تربيتنا لم تستطع تحقيق هذا الحلم بالرغم من أنها دخلت الجامعة و لكن لم تستطع المضي فيها بسبب وفاة والدي و عبء تربيتنا . 2011 وافقت على دراسة القانون بدلا من اللغة العربية و اتفقنا على أنه بمجرد حصولي على البكالوريوس سأكمل ما أريد ، و خلال سنتين من وجودي في الجامعة بدأت مطبات الاحباط بالظهور أمامي فأنا لم أستطع ايضا البقاء في تلك الجامعة التي حلمت بها والدتي ، سحبت أوراقي و بقيت في المنزل لمدة سنتين ، كرهت فكرة كوني لا أستطيع الانجاز و خجلت من الظهور أمام عائلتي و أصدقائي ، و أصبحت علاقاتي شبه مقطوعة ، حاولت أن أكتب حينها و لكنني لم أستطع شعرت بأني أميز ما أريد على حلم أمي ، قاطعت الكتابة و نسيت أمر الورقة و القلم و في كل لحظة أردت أن أكتب فيها ، كنت ألهي نفسي بممارسة رياضة المشي و في هذه الفترة من 2013 الى 2014 خسرت ما يقارب الثلاثين من وزني . 2014 طلبت مني أمي أن أذهب معها إلى مشوار و بعد إلحاح كبير وافقت ، و عند وصولنا الى المكان ذهلت عندما اكتشفت انها سجلتي في جامعة اخرى لدراسة القانون ، ترددت في البداية فأنا مازلت خائفة من أن أفشل ثانية و وقتها ستشعر أمي بالاسى ، و لكنها قالت : ما زلت متمسكة بحلمي حققيه لي ، أجبتها بالتأكيد . خلال فترة دراستي 4 سنوات ، عشقت تخصص القانون و بت أبني طموحات كثرة عليه ، و أيضا عدت للكتابة من جديد عندما التقيت باحداهن في الجامعة و ألهمتني بقصتها ، و عاد روتين حياتي مع المذكرات الشخصية ، فأنا أبلي حسنا في دراستي و روحي مبتهجة ، و بعد حصولي على الشهادة الجامعية قالت لي أمي أن هدية تفوقي هي دفع تكاليف أول كتاب سيصدر لي ، تسائلت وقتها لما سأصدر كتاب فأنا أكتب لنفسي و أقرأ لنفسي ، لما سأحتاج الى إصدار كتاب . في أواخر 2018 صدر لي كتاب ذات العشرينية ، و عرفت من وراء قراري بنشر هذه القصة أننا خلقنا في الحياة لنرسل رسائل لبقية العالم ، مهما كانت الرسالة فمن المؤكد أنها ستصادف من يحتاج إليها و بقوة لنقذه و تترك أثر بداخله ، و هذا ما أكدته لي روايتي الاولى . كانت أمي ترى حياتي من جوانب مختلفة ، هي أكثر من يعلم بتمسكي بدراسة الادب و لكنها اختارت لي القانون ، لأنها تعلم بأن الكتابة لن تفارقني أبدا و أستطيع أن أبحر فيها بطرق مختلفة و أنميها و أطورها بمجهود شخصي فهي كما قالت لي متنفسي ، أما كوني محامية فهذه مهنتتي و لا مانع من أن أبحر في عالمين مادمت أصنع لنفسي حياة كريمة من الاول و أستمتع لأتنفس الاخر .