تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!
ابدأ الآنيسعدني أن أعود بذاكرتي للماضي، لأُقابل ذاك الشخص الذي اطلقتُ عليه اسم "حمدان القديم"، يسعدني أن أعود إليه، أن أعود إلى ضعفه، إلى كآبته، إلى انهزاميته، إلى عالمه المظلم، عيناه الدامعتان، عقله المشوش باللاشيء! نعم لا شيء، حيثُ أنني كنتُ عبارة عن جسد اكثر انجاز حققه هو التنفس ليعيش! فقط لا غير، إلى أن وصلتُ إلى كفايتي من تلك الوحدة الموحشه، الحياة البائسة، اكتفيتُ من الدمع والألم والملل والانعدام، ووقفتُ باحثاً عني، تذكرتُ بأنني اتيتُ بعلامة كاملة في امتحان التعبير، بحثتُ عن ورقة الامتحان، امسكتها بيدٍ مرتعشة لأقرأ جملة كتبها الاستاذ تحت تلك العلامة: (حمدان.. سيكون لك في عالم التعبير والأدب بصمة خالدة)! ومن بعد تلك الجملة عرفتُ من أنا، ولكي أحقق بدايتي، قرأتُ وكتبت، حاولتُ النشر، عانيتُ كثيراً خلال تلك المسيرة، ولكنني لم اسقط لأنني قد تغيرتُ عن ذاك الضعيف، إلى أن حققتُ ما حلمتُ به بإصدار اطلقتُ عليه مسمى "اعتزلتُ براءتي" لأصبح من بعدها شخصاً مختلفاً، شخصاً خُلِق ليصنع، ليكون ولينجز، فـ اصبحتُ اضحكُ على ذاك الماضي، لأنني بتُ قادراً على مواجهته بنجاحي هذا. طبعاً رحلة النشر بالنسبة لأغلب الكُتّاب هي رحلة طويلة جداً وليست بالأمر السهل كما يعتقد الجميع وخصوصاً في السنوات الأخيرة حيثُ أن الساحة باتت تضج بالكُتّاب من جميع الفئات العمرية، أرسلتُ مادتي لما يفوق الاثنا عشر دار نشر (اماراتية وخليجية)، وكنتُ أنتظر ردود الدور بكل حماس وأمل، رد يليه آخر، رفض يليه آخر! هكذا ومن دون رد مقنع، نعتذر يا حمدان من نشر الاصدار، اصدارك مرفوض يا حمدان، نعتذرُ بسبب الاكتفاء، هذا الاصدار لا يناسب منشورات دارنا، كتابك جميل ولكننا نعتذر عن استقباله! إلى ان انكسرت، وضاع ذاك الأمل وتوفى الحماس، شككتُ في قلمي، في ابداعي، وأقسى ما كان ينتابني هو شعور الفشل دون سبب واضح ومقنع! هكذا دون شيء، إلى أن وصلني رد دار ملهمون بالموافقة على قبول اصداري، ليعود حماسي للحياة من جديد، وعملتُ على النشر برفقة دار ملهمون، والذين يستحقون الشكر حقاً على جهودهم والرسالة التي يحاولون ايصالها للقراء، ونُشِر الكتاب، وكان الإقبال عليه غير متوقع من قبلي، وردود الأفعال كانت ايجابية جداً، فـادركتُ بأن الخلل ليس مني بل من دور النشر التي تبحثُ عن الشهرة والمال وليس الإبداع.