تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!
ابدأ الآنالسلام عليكم ،،ساجدة يحيى الطوس أعمل مع منظمة اليونسيف في مشروع الام و الطفل والتوعية الوالدية منذ سنتين واكمل دراستي في النقد و الادب المقارن ، طوال سنوات حياتي كان يرافقني (سؤال) اعتدت أن يتردد في ذهني اسميه عنوان مرحلتي، حتى ينحصر بحثي و قراءتي طلبًا لاجابة تشفي صوت السؤال المتردد في داخلي، هذا البحث المستمر مع الذات أوصلني لقلم و ورقة لايجاد سقف لسلسلة الاحداث التي تشكلت في رأسي، اذ لطالما اعتقدت أن الفكرة ستبقى يتيمة إن لم يكن ثمّة رواية تحتويها، تلك الشذرات التي تقفز في مخيلتي، عالم الشخصيات من يداهم فراغي وحتى ساعات انشغالي، تحتاج أم تجمعها، ترتب لتلك الشخصيات مساحة لتلتقي فلا تشعر بالوهن في عالم الخيال، واقعنا يصفعنا لنواجه ذواتنا أكثر و للرواية مساحة لنرتب كل ذلك فينا . في البداية كنت أكتب قصص كان ذلك وانا في عمر السابعة، ثم تجاوزت كتاباتي لقصص تطول مع نسج احداث طويلة، وانا في الثانية عشر من عمري كنت اجلس مع أختي لساعات انسج لها عالم الحكايات الذي يجول في راسي ثم اتركها تغط في النوم لاحمل ورقة وقلم واكتب كل هذا،، لم اكن اعرف أنني بهذا العمل سأصبح كاتبة لم ادرك ذلك ابدا، شاركت في مجموعة مسابقات في المدرسة وساعدت بعمل مجموعات ثقافية مع عدة طالبات يكبرنني ،، نكتب الشعر و الخواطر و القصص ونلتقي صباح اليوم الدراسي مع معلمة اللغة العربية نناقش ما كتبناه،، في مرحلة الثانوية تم مناقشة عدة من كتاباتي عبر اذاعة حياة اف ام و تم استضافتي عدة مرات في برنامج أدبي لمناقشة الكتابة وهناك وانا في السابع عشر من عمري ادركت لاول مرة ان هذا الذي انا فيه يسمى كتابة وانا (كاتبة) بالفعل،، كان هذا الاستنتاج على الهواء مباشرة في اللقاء،، قبل دخولي الجامعة كنت قد كتبت روايتين كل واحدة تحمل فكرة لمرحلة خضتها في مراهقتي،، في بحثي عن هويتي، وفي البحث عن الانتماء و سبب تفرعه في نفوسنا وحاجتنا له،، لكن كل ذلك احتفظت به لنفسي.. بعد دخولي الجامعة بدات بالبحث عن جدات و عجائز من قريتي في فلسطين ليخبروني عن ادق تفاصيل قريتنا، كتبت عن الحياة في القرى عن الاحتلال عن التغريب وذكرت تفاصيل تلال الكرم و وديان التي تجمعت بها عيون الماء، عن صورة لم تنقلها الكاميرات الصحفية لنا نحن الفلسطينين الذين لم نرى او ندخل ارضنا. لكن وبعد اتمامي لكتابة الرواية تم سرقة جهازي اللابتوب والفلاشة ولم اكن املك نسخة منها، وهناك توعدت أنني لن أعود للكتابة لكن هو أمر ليس بيدي هو شي يحدث وحسب، بعد سنتين التقيت مع أحد ابناء سيدة كانت ممن جلست معهم للحديث عن قريتنا تجاوز عمرها التسعين، سالته عنها وتبين لي انها توفيت وابنها يبحث عن القصة التي دونتُها على لسان والدته لكن العمل قد ضاع،،، هذه التجربة حملتني لاسال نفسي السؤال الذي يتكرر في ذهن كل كاتب: متى يحين الموعد المناسب لنشر عملي الادبي ليضمن لابطالي البقاء والتعرف على عائلتهم الجديدة من القراء؟ في كل صالون ادبي كانت وجهت نظري ان العالم متخم من كثرة الكتب والروايات وعلينا نحن الكتّاب ان نتحمل مسؤولية اخضاع كتاباتنا لعشرات التجارب التي تنتهي بالاتلاف او البقاء داخل درج المكتب، حتى يقفز لنا العمل الادبي الذي سيحفر طريقه باسنانه ليصل للقارء،، وهذا ما حصل بعد التحاقي بمشروع الروائي العربي الشاب راوينا، حيث تم اعطائنا دورات وورشات في كيفية كتابة الرواية باسلوب ممنهج و يتم تقسيم المشاركين لعدة أفرقة يشرف عليهم متخصص في الادب واللغة، وعبر لقاءات دورية نناقش رواياتنا و نرسل فصول الرواية بشكل ممنهج للمشرف وهناك كتبت ضجيج اخرس. لم افكر في النشر من قبل بهذه الجدية، رواياتي الاربعة السابقة تم اتلافها او ضياعها او انتهت في دفتر كبير داخل الدرج، هنا عدت للبحث عن اعمار كتّابي المفضلين عندما نشروا عملهم الاول ، عمر ٣٠ او ٣٥ بعضهم بعد ٤٠ واخرين نشروا عمل واحد او اثنين طوال حياتهم ،، كان عمري حينها لم اتم العشرين، وهو سبب كافي لتوقفي عن رغبتي بالنشر لانه من الممكن ان يكون هذا العمل بمثابة عبء فوق كاهلي ونقطة ليس لصالح مسيرتي الادبية، لكن كل هذه الهواجس خفتت حتى اختفت عندما بدات ارى ردود افعال المشرفين والزملاء حول عملي الادبي، بعدها بدأت مهمة دراسة عقود دور النشر اساليبهم مع الكتّاب خاصة الكاتب الناشئ، توقفت عن فكرة النشر نهائيا حتى تواصلت معنا دار النشر التركية اكيول وهي بمثابة فرصة حقيقية وتم اصدار رواية ضجيج أخرس... لم اتوقف عن البحث و الاسئلة في راسي لا تنتهي لذا انا في حالة كتابة دائمة، انا احيا مع شخصياتي في الروايات اكثر مما احيا مع الكثير من الاشخاص في حياتي، لا اخفي ان الكاتب دون خوضه لتجربة النشر و الاصدار فهو يفتقر للكثير من الخبرة الواقعية ، فوصول روايتي للقراء هذا يعني انني استطعت ان اسمع صوتي عبرهم و في المقابل عاد يتردد صوتهم لي لنكمل الحقة التي عليها ان تتحقق ، ايجابية اصدار عملي الاول يكمن في كشف ستار اسلوبي امام القارئ و مشاركته رأيه فأنا بذلك لم اعد اغرق في الخيال انا لي جذور يمكنني ان اعرف ما الذي علي بناءه وما الفروع التي علي استئصالها لضررها، فالعمل الادبي بلا قارئ لا يكتمل والكاتب بلا قارئ فلا وجود له ولا اهمية ... لن نتوقف نحن الكتاب عن البحث في تجارب كتّاب اخرين لكننا ننسى اثناء اسقاط تجاربهم انه من الممكن ان نحظى بتجربتنا الخاصة ولا نحتاج لعشرات التجارب المشابهة لنتاكد اننا في طريقنا الصحيح فانا اكتب لانه فعل خاص مع نفسي و هذا لن يتوقف.