تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!
ابدأ الآنإذ كنت طفلة في المرحلة الابتدائية، كانت تشدني العبارات الفصيحة التي أسمعها عبر يُسَمّى بأفلام الكارتون، كنت أعِيَها وأتأثر بها، كانت تنتزع عقلي مني ثم لا تعيده إليّ للحد الذي يدفعني إلى تكرار الاستماع إلى العبارة الفصيحة ذاتها من شدة إعجابي وتأثري البالغ بها، وكانت لي محاولات في الكتابة وقتذاك، أتذكر أنني نضدتُ نصوصًا شعرية إبّان مرحلة التكوين تلك، أذكر طرفًا منها: ( إن شعورنا لم يندمل، ومن مدة ننتظر الأمل) .. ثم قرأته على صديقة والدتي فأبهرها جدًا فنصحتني بممارسة الكتابة غير أني لم أعر الأمر ذلك الاهتمام لانصراف شغفي إلى الرسم وانقطاع همتي إليه، كنت رسامة وكنت أتنبّأ لنفسي بمستقبل عظيم في هذا الميدان، لكن الله سبحانه قدّر لي شيئًا آخر واختار لي مسارًا لم يكن في حسباني أن أسلكه في يومٍ من الأيام! وضعتُ إصر الرسم عني وانقلبتُ تلقاء الكتابة (اضطرارًا لا اختيارًا) وكانت مساحتي آنذاك هي (المنتديات)، وكم كنت أحظى بتشجيعٍ ملحوظٍ ومكرور من القرّاء.. حتى أن هناك أختًا فاضلة - غاب اسمها عن ذاكرتي - قالت لي بالنص: أنا أتابعك عشان أتعلم أكتب زيك!.. وأخرى قالت: أنتِ إللي كتبتِ هذا المقال؟ أسلوبك يشبه أسلوب الشيخ الفاضل سعود الشريم!.. وآخرون: رصفك للكلمات جميل.. أنتِ تستخدمين مفردات غير مألوفة.. أنتِ تخصصك لغة عربية؟ وش معنى ادلهمت الخطوب؟ - والأخيرة عبارة وردت في ثنايا تعقيب لي على أحد المقالات وعلى إثرها جائني ذلك التساؤل - ... ونحو ذلك من عبارات التشجيع التي كانت تتقاطر علي من كل حدبٍ وصوب، أكملت المشوار وواصلت المسير فحققت شهرة ساحقة جدًا لمّا أتخيلها ولم أسعَ إليها بأي شكل من الأشكال!.. ثم اعتزلت وتنكبت هاتيك الميادين حين رأيت أن انشغالي بتكاليف الحياة وأعباء الدراسة خير لي؛ قبل أن أعيد الكرة فأرجع إلى الساحة بمؤلف يكشف اسمي الصريح، فالذي اكتشف موهبتي في الكتابة هم أعضاء المنتديات، وهم من غرسوا فيَّ حب ممارستها.. أدين لهم بكل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى.. بُعيد اعتزالي ارتياد المنتديات دشّنتُ مدونة شخصية، مكثتُ أكتب فيها ما شاء الله لي أن أكتب.. وجعلت تراودني فكرة تأليف كتاب وتعنّ لي عند كل سانحة، بيد أني أعرض عنها وأصدها مرارًا وتكرارًا لأسباب سأعرّف بعضها وأعرض عن بعض: خوفي من الشهرة، لا أريد أن أفتح على نفسي بابًا كالذي فتحته من قبل! لأنني لما جربتها وخضت في معامعها كانت النتيجة أن تعبت وطرحت نفسي في مهاوي اللأواء، فرأيت أن أؤثر السلامة وأركن إلى الدعة، مالي ولهذه الأمور؟ .. لكن لأن أقدار الله تشكل دورًا مفصليًا في تحديد قراراتنا؛ ثمة مواقف جزت بها قبل سُنَيّات أفرزت في نفسي من الآلام ما أزعج همتي وكسر أغلال جمودها، وما شعرت بنفسي إلا وأنا أعمل على تأليف هذا الكتاب.. كانت تجربة رائعة بحق لست نادمة أبدًا على خوضها. طار أهلي بالكتاب وحلقوا في سماوات السعادة! أما أنا فقد كان الخوف يسيطر على قلبي بادئ ذي بدء، لأن الأمر كان جديدًا علي، ومن دأب نفسي وشنشنتها أنها تجفل من كل جديد تتفتق بذوره في حقولها، وعلى الصعيد الآخر؛ إن هي ألفت أمرًا فإنها تواجه صعوبة في كسر ربقته والتحرر من رقه! لم أكن متقبلة للفكرة.. لكن بتصرم الزمن تأقلمت نفسي واعتادت الأمر ولله الحمد والمنة.. أما عن الأثر الذي تركه الكتاب في نفسي فلا يسعني وصفه!. لقد أضاف لي الكثير، فتقويم لاعوجاج وتصحيح لمغالطات فكرية ظل عقلي متشبثًا بها برهة من الزمن!.