تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!
ابدأ الآنحينما كنت في الثالث ابتدائي توفي عمي الوحيد بسبب سرطان في المخ، وكان عمره 33 سنة. أثرت وفاته في حياتي، لأن ارتباطنا به كان قوياً جداً. لم يكن والدي يقود سيارة بسبب ضعف شديد في نظره، فكان عمي هو اللي يأخذنا إلى الدواليب حيث برك السباحة والطبيعة، كان اللهو في حياتنا مرتبط بعمي كثيراً .. حين وصلت إلى المرحلة الإعدادية، اشتريت دفتر ذو 200 ورقة، وكتبت قصة حياة عمي، ومعاناته مع المرض ومشواره مع العلاج في البحرين والخارج. كانت هذه هي محاولتي الأولى في الكتابة، لكن مع الأسف الشديد، مزقت الدفتر فيما بعد، كان تصرفي في منتهى الجهالة، ربما لأنه اشتمل على الكثير من خصوصيات العائلة، بعدها نسيت أمر الكتابة وإن كنت ولا أزال قارئة نهمة، أقرأ كثيراً في شتى المجالات، كتب فلسفية، فكرية، علم نفس، روايات. ربما في عام 2003 قرأت رواية (المهلة الأخيرة) للكاتب الروسي ڤالنتين راسبوتين، بعد أن أنهيتها، نزلت عليَّ فجأة الرغبة في الكتابة .. أنا أميل بطبعي إلى الأدب الواقعي أكثر بكثير من أدب الخيال، فكتبت رواية (زناب)؛ كتبتها عام 2004 وتأخر نشرها إلى العام 2014 طُلب مني مراجعتها قبل النشر مباشرة، وهنا وقعت في صراع مع نفسي، إذ كبرتُ عشرة أعوام منذ كتابتها، وبالتأكيد تغيرت وجهة نظري في الكثير من صياغات الجُمل، فسألت نفسي: هل أغير فيها أم لا؟ ثم قررت أن أتركها كما هي لأنها تعكس ذاتي عام 2004 كانت فرحتي بالتأكيد كبيرة حين أمسكت الرواية لأول مرة بين يديّ، تضايقت من بعض الأمور التي لا يمكن تغييرها، مثل ألوان الغلاف، إذ كانت تختلف عن الصورة اللي أرسلتها، كذلك إخراج الكتاب لم يكن جيداً. كانت تنقصني الخبرة، واعتقدتُ أن دار النشر سوف تقوم بإخراج الكتاب، لكنها لم تفعل. فجاءت الكتابة مكتظة، لا توجد مساحات بيضاء لإراحة نظر القارئ. استفدت من هذه التجربة وحرصت على أن تكون روايتي الثانية أريح للنظر. الرواية الثانية (الحرون) جاءتني فكرتها أثناء مراجعتي لـ (زناب) من أجل نشرها. كتبتها كأنما في سبعة أشهر، وراجعتها ونشرتها خلال فترة زمنية قصيرة. هل غيَّر الإصدار الأول من شخصيتي؟ لا أعتقد، لم أتغيَّر، عاب عليَّ الكثيرون أنني لم أعمل حفل توقيع، أنا بطبيعتي لا أحب الأضواء، وبيتوتية كثيراً؛ أحب المكوث في البيت، وأعترف بأني لا أجيد التسويق لإصداراتي، وهذا أمر غير جيد.