تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!

ابدأ الآن

25- ندى فردان

حكاية ندى ... nada.fardan@

حكاية قطر الندى في الحدائق الغنّاء عندما تتساقط قطرات الندى، فإنها لا تملك أن تختار أن تسقط على أيّة نبتة، لكنها بالتأكيد تفرح كثيراً لو أنها عانقت وردة تعبق بالجمال. وهذا ما حصل معي حينما تعرفت على فن الكتابة، وفضلته على باقي الفنون رغم روعتها. ففن الكتابة بالنسبة لي له سحرٌ خاص، سحرٌ أسرني منذ أن تعلمت أن أمسك القلم وأخط الكلمات والجمل. هذا الفن الذي ما إن تعرفت عليه حتى جعل روحي تزهر، فراحت كلماتي تنشر شذاها بكل شغفٍ وحماسة. أما عن بدايتي مع الكتابة فكانت منذ الطفولة، حيث كانت المدرسة أكبر حاضنة لموهبتي، فبتشجيعٍ من معلماتي رحت أكتب القصص والخواطر، وأساهم في الصحيفة المدرسية، أكتب مسرحيات وفقرات إذاعية، وكذلك أشارك في المسابقات الأدبية والثقافية. وحتى بعد أن استحوذت دراستي لفن العمارة على معظم وقتي، إلا أني ظللت مخلصة لعشقي للكتابة، لكن مؤلفات تلك ظلت حبيسة الأدراج. ويُقال أن لكل كاتبٍ ملهم، وكان ابني الصغير علي هو ملهمي للعودة لكتابة قصص الأطفال، وشاء القدر أن ألتقي بمن أعتبره الأب الروحي لي في الكتابة، الأستاذ الكبير "إبراهيم سند"، الذي صادف أن استشرته في قصص كتبتها للأطفال. فما كان من الأستاذ إبراهيم إلا أن يثني على ما كتبت، بل ويشجعني ويدفعني إلى جمعها في كتاب ونشرها. كان ذلك حافزاً كبيراً لي، ولكنني وددت أيضاً أن أختبر كتاباتي هل هي تصلح للنشر فعلاً؟ فقررت المشاركة في عدد من المسابقات الأدبية على مستوى الوطن العربي، وجاءت النتيجة حصولي على مراكز متقدمة فيها وإشادة من لجنة التحكيم. لذا بعد هذه الامتحانات لجودة ما أكتب قررت فعلا أن أخوض تجربة النشر التي أحطتها بمنتهى السريّة. فبعد البحث المضني عن رسّام ومصمم للكتاب، وجدت أخيرا من سيقوم بهذه المهمة، وكنت معه خطوة بخطوة. وبعد عمل استمر لسنتين ونصف لإعداد كتاب برسومٍ جميلة ومميزة، جاء إصداري البكر: "فارس ودروعه العشر"، وهو كتابٌ يضمُّ 11 قصة قصيرة، تحت ثيمة واحدة ألا وهي: أخلاق وصفات الفرسان. كتابٌ أردت به أن يتخذه كل طفل كمنهاجٍ لتعلّم الأخلاق الفاضلة والتحلي بالقوة والثقة بالنفس. وأجمل ما في الأمر أن استقبال الأطفال وأمهاتهم وآبائهم لهذا الكتاب قد فاق جميع تصوراتي! فكل تلك المحبة، وكل ذلك التشجيع، وكل تلك الإشادة حمستني كثيراً لأن أواصل درب الكتابة للطفل، وأن أعمل على إحياء أدب الطفل في البحرين خاصة، بل وأن أحاول أن تصل كتاباتي إلى كل طفلٍ في الوطن العربي. وبسبب هذه البداية المشجّعة والمرحّبة، صممت أن أواصل درب الكتابة، على أن أكون كاتبةً قريبة من الناس، أخالطهم وأشعر بهم، حتى يكون قلمي قريباً لهم، حريصاً على تقديم ما ينمي فكرهم ويطور شخصهم. ويجب أن اعترف أن الكتابة للطفل قد غيرتني، فقد اكتشفت أن الكتابة للطفل يعني الكتابة لكل العائلة! فصرت أكثر اختلاطاً بالناس، وأكثر قرباً لهم. حتى بات أكثر ما يسعدني هو أن تلامس كلماتي قلوب الصغار الأحبة، لينعكس هذا التفاعل على أهاليهم وتنشأ علاقة جميلة بيني وبين كل عائلة. وربما هذا ما شجعني لتقديم "ورش قطر الندى"، التي من خلالها تعرفت على الكثير من الأطفال، اللذين مازالوا إلى الآن يتواصلون معي هم وأهاليهم. والأهم من هذا كله أن كتاباتي وورشي استطاعت أن تترك أُثراً طيباً في نفوسهم، وتشجع الأطفال على مواصلة القراءة والاطلاع، وتنمية الفكر وصقل الشخصية بالقراءة والكتب المفيدة. ورغم إصداري خمسة مؤلفات، إلا أن حكاية قطر الندى مازالت في بدايتها، والقادم أجمل بإذن الله.