38 - رجاء عثمان

كيف كانت بدايتي مع الكتابة، لا اعلم حقيقةً في أيّ وقت بالتحديد بدأت فإنني أكتب منذُ الصغر وإن كان المحتوى حينها ليس على قدرٍ كافٍ من الإحترافية إلا أننياستطيع القول بأنها نقطة البداية.  في الوقت الذي قررت فيه نشر كتاباتي ترددت كثيرًا ، يصعُبُ على المرء أحيانًا أن يخرج بكامل سجيته منذ المرةِ الأولى وقد صعُب عليّ أنا التي ما اعتدت الخروج عنالحالة الاعتيادية إلا لأُخرى أكثر اعتياديةً من سابقتها إلا أن لا أبدو لكم بكل ذلك الوضوح دفعةً واحدة كمن يترك سلاحه ودرعه ويدخل أرض العدو مجردًا من الحمايةوالدِفاع.  نعم كنت أكتب دون وجل واعبر بلا تردد ولكن .. قبيل مرحلة تسليم مسودة الكتاب جلست جلسةً مطوّلة أفكر أيّ نصٍ من نصوص كتابي سوف يعرض سمعتي للتشويه؟!  أيُّ نصٍ يحتمل أكثر من معنى ويمكن تفسيره على نحوٍ سيئ؟ وهناك شمّرت عن ساعديّ و بدأت تلقيح النصوص. الواحدة بعد مُنتصف الليل الآن كتاب الـ ٦٦ صفحة عبارة عن نصوص ملقحة ، مفلترة ، مكرره ليست خامًا على الإطلاق لتخفي جزءًا من الهوية التي أشعر الآن أخيرًابأنني على أهبّة الاستعداد لأتشاركها معكم.  الواحدة بعد منتصف الليل جناحي المبتور ، صورتي الغير مكتملة، صوتي الذي اخترت كبحه كي لا يصل صاخبًا كصرخة تدمي آذانكم.  أما عن شخصيتي فقد تغيرت تغيرًا جذريًا بعد هذه التجربة ، اكتسبت جرأة التعدي على حدود المألوف، جرأة تجربة الأشياء المختلفة والأهم بالطبع أن أكتب كما ينبغي ليلا كما ينبغي للآخرين، الخوف لا يصنع إلا القيود و الإبداع هو مواصلةُ اقتحامٍ للحدود ومواصلة تجاوزٍ للقواعد. واخيرًا أعزي نفسي بأني وقعت في طريقة الخطاف دون قصدٍ مني ولا شيء أجمل من وقوع المرء على أربع. اليوم كتابي من الكتب التي حظيت بفضل الله على طلبٍ عالٍ في المكتبات.  الخطاف آلية ذكية تستخدمها بعض دور النشر وتقول : عليك أن تنشر في البداية ما يريده الناس، ثم بعد ذلك ما تريده أنت مما يمكنك من إنشاء قاعدة من القرّاءتنشر لهم بعد ذلك ما تشاء.