تم إنشاء هذا الموقع باستخدام منصة ويلت ﻹنشاء المواقع، قم بإنشاء موقع الويب الخاص بك مجانًا اليوم!
ابدأ الآنعندما يسألني أحدهم كيف اكتشفت قلمي؟ وكيف أصبحت والكتابة صديقان! أرى شريط ذكرياتي يمشي سريعاً أمامي كفيلم قصير بالأبيض والأسود. أرجع طفلة تحاول أن تمسك قلم أبيها الجميل لتكتب به وتأخذ ضمة منه مكافأة لها! كنت قد أتممت الثلاث سنوات عندما كتبت كلمتي الأولى ومن يومها أصبحت والقلم أعز الرفاق. وكحال جميع الأصدقاء لابد لعلاقتنا من مشاكل وبعد وفراق ولقاء ولوعة واشتياق! عندما أتممت عامي السادس عشر نشرت كتابي الأول بعد تشجيع من صديقاتي اللواتي قرأن خواطري وأشعاري، قدراتي المالية المحدودة حالت بيني وبين تواصلي مع دور النشر ولكنني طبعته بشكل ذاتي ونشرته في بلدتي ( النبك) في سوريا. وبعدها مررت والقلم بأوقات عصيبة جداً فابتعدت عنه وعن القراءة، حاولت شتى الوسائل بأن أصلح الأمر ولكن شهر تلو الآخر كان البعد يزيد والهوة تكبر فيما بيننا! إلا أن نهشت الحرب بكل ما أحب، وأحرقت صدى أحلامي وأبت أن تضع أوزارها فما كان لمستقبلي إلا أن يغيّر خططه! عرفت يومها كم اشتقت للقلم وكم اشتقت لصداقتنا، ولأكون صريحة كنت رفيقةً للمصالح فحسب! أردت ملجأً لا يتوارى عن تقديم الدعم، وعن حضن لن يتخل عني، فمسكته وكتبت! كتبت الدمع والخيبة، كتبت الحرب والخذلان، كتبت كل شيء! فإذ بها تأخذ شكل الرواية فتركتها جانباً وعدت للواقع لأستلم جواز السفر الذي سينقلني لما آمل بأنه مستقبل أفضل. وصلت للسويد في مايو عام 2014 كان أحد أسوأ وأفضل أيامي يا لسخرية القدر أليس كذلك؟! وحاولت أن أكمل ما بدأه قلمي في سوريا ليست فقط بغاية أن أوصل صوتي وصوت أصدقائي ممن كانت الحرب عدوة مستقبلهم! ولكن لأنني لم أستطع أن أكمل مع كل ذلك الأسى في قلبي! كانت الكتابة منقذي! كنت بلا هوية وبلا سند وحجار الأساس لعمار قلبي مهدمة! فكان لابد من رمي كل ذلك بالقلم لأبدأ بالعمران مرة أخرى! أنهيت روايتي وبدأت حياتي الجديدة! أنهيت حقبة وبدأت بالأخرى، كان لابد من خطوة جريئة لأنشر، دائماً الخطوة الأولى تكون صعبة لأنها تحمل جميع أفكارنا وآمالنا، ولكن بالنسبة لي لا وجود لبداية جديدة إن لم أنه تلك الحقبة بالنشر! لم تتغير شخصيتي فحسب بعدما بدأت أتلقى كلمات المدح والتشجيع وعبارات النقد! بل دفة حياتي بأكملها تغيرت! واتخذت مجرى جديد للمشي فيه! أصبحت شخصاً جديداً يحاسب نفسه في الساعة آلاف المرات! لماذا؟ لأن أفكاري لم تعد ملكي فحسب بل أصبحت ملك الجميع! ولأجل ذلك تعّلمت أن أتعلم! غريب أليس كذلك؟ تعلّمت أن أطور ملكة النقد والاستماع، تعلّمت أن معاملتي مع الناس لهدف، دراستي لهدف، زواجي لهدف، تربيتي لأبنائي لهدف! وهدفي الله! كيف ذلك؟ لقد شعرت بنشري لروايتي بأنني وأفكاري مراقبة والناس جميعها تملك القدرة على إبداء رأيها فيها؟ فشعرت بأنني بعيدة عن الرقيب الأعلى، وهذا ماجعلني أتقرب منه؟ لم تنته الحكاية هناك ولن تنته ما دام هنالك نفس يسري في شراييني، وأفضل نسخة مني ومن كتاباتي لم تنشر بعد!